سورة العاديات - تفسير تفسير النسفي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (العاديات)


        


{والعاديات ضَبْحاً} أقسم بخيل الغزاة تعدو فتضبح، والضبح: صوت أنفاسها إذا عدون. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه حكاه فقال: أح أح. وانتصاب {ضَبْحاً} على يضبحن ضبحاً {فالموريات} تورى نار الحباحب وهي ما ينقدح من حوافرها {قَدْحاً} قادحات صاكات بحوافرها الحجارة، والقدح: الصك، والإيراء: إخراج النار، تقول: قدح فأورى وقدح فأصلد. وانتصب {قَدْحاً} بمانتصب به {ضَبْحاً} {فالمغيرات} تغير على العدو {صُبْحاً} في وقت الصبح {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} فهيجن بذلك الوقت غباراً {فَوَسَطْنَ بِهِ} بذلك الوقت {جَمْعاً} من جموع الأعداء ووسطه بمعنى توسطه. وقيل: الضمير لمكان الغارة أو للعدو الذي دل عليه. {والعاديات} وعطف {فَأَثَرْنَ} على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه لأن المعنى واللاتي عدون فأورين فأغرن فأثرن. وجواب القسم {إِنَّ الإنسان لِرَبّهِ لَكَنُودٌ} لكفور أي إنه لنعمة ربه خصوصاً لشديد الكفران {وَإِنَّهُ} وإن الإنسان {على ذلك} على كنوده {لَشَهِيدٌ} يشهد على نفسه، أو وإن الله على كنوده لشاهد على سبيل الوعيد {وَإِنَّهُ لِحُبّ الخير لَشَدِيدٌ} وإنه لأجل حب المال لبخيل ممسك، أو إنه لحب المال لقوي وهو لحب عبادة الله ضعيف {أَفَلاَ يَعْلَمُ} الإنسان {إِذَا بُعْثِرَ} بعث {مَا فِى القبور} من الموتى و(ما) بمعنى (من) {وَحُصِّلَ مَا فِى الصدور} ميز ما فيها من الخير والشر {إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ} لعالم فيجازيهم على أعمالهم من الخير والشر، وخص {يَوْمَئِذٍ} بالذكر وهو عالم بهم في جميع الأزمان لأن الجزاء يقع يومئذ والله أعلم.